مهاجرون مغاربة في سويسرا هرباً من أزمة إسبانيا


تشهد سويسرا ظاهرة جديدة في الهجرة غير مسبوقة، وهي توافد مهاجرين من إسبانيا، يحصلون على أوراق الإقامة أو الجنسية الإسبانية، في بعض الأحيان، من بينهم مغاربة، جراء "التداعيات الكارثية" للأزمة الاقتصادية العالمية، وأزمة منطقة اليورو، ليبدأ "موسم جديد لهجرة جديدة"، من بلد أوروبي إلى بلد أوروبي آخر.
وبحسب المحللين الاقتصاديين، بدأ المغاربة في "موجة ثانية من الهجرة"، داخل الدول الأوروبية، كسويسرا وهولندا، بحثا عن أفق "مهنية جديدة للعيش"، لتجاوز "الضائقة المالية والمهنية"، التي حاصرتهم في إسبانيا.

تغيير لمسار الحياة

التقت "العربية.نت"، في مدينة جنيف المهاجر المغربي، إبراهيم السلامي، 35 عاما، متخصص في مجال التأمينات، وعاش 20 عاما في إسبانيا، قبل أن يقرر قبل حوالي 6 أشهر، تغيير مسار حياته، بحثا عن آفاق جديدة.
ويرى إبراهيم أن عقدين اثنين في إسبانيا تركا عنده ذكريات جميلة، إلا أن ركود سوق الشغل، لم يترك له أي خيار إلا إعادة العداد في الهجرة إلى الصفر، والقدوم إلى سويسرا، للعمل في بلد لا يزال يقدم فرصا كثيرة للعمل.
ودرس إبراهيم خلال 4 سنوات في الجامعات الإسبانية إدارة المقاولات، إلى جانب دورات تكوينية أخرى، في إدارة الشركات عبر البرامج المعلوماتية، بعد أن حصل على شهادة الباكالوريس في المغرب، وحصل على الجنسية الإسبانية، ليتحول إلى مواطن إسباني ومغربي في نفس الوقت وفق تعبيره.
وكشف إبراهيم، عن "حلم عمره" بالالتحاق بـ "الأمم المتحدة في إحدى مؤسساتها" في جنيف، بسبب إتقانه 4 لغات، وعمله مترجما معتمدا لدى مؤسسات إسبانية.
ويعترف الإسباني المغربي أن إعادة الاندماج في مجتمع أوروبي ثاني هي مهمة ليست بالسهلة إلا أنها تستحق أن تُعاش كما يقول.

السكن في فرنسا والعمل في سويسرا

وعلى بعد حوالي 30 دقيقة بالسيارة، من جنيف السويسرية، التقى بمحمد الرباطي، المهاجر المغربي والأب لأسرة، في مدينة بلغارد، في جبال الألب، في شمال فرنسا، هنا تعيش آلاف الأسر من الملقبين بـ "الحدوديين"، من بينهم عشرات الأسر المغربية، من الذين يسكنون في فرنسا، ويعملون في سويسرا، بسبب ارتفاع الرواتب.
وينتمي محمد إلى الجيل الأول، الذي قدم قبل 20 عاماً، إلى سويسرا للعمل، قادما من إسبانيا، بعد أن قضى في شبه الجزيرة الإيبيرية، 10 سنوات، هاربا من وضع اقتصادي غير مناسب، وباحثا عن وضع اجتماعي مريح، ليلتحق بعمل جديد في شركة "الترام" في جنيف.
وتتواجد جالية مغربية في سويسرا، تقدر بحوالي 20 ألفا، تنشط في سوق الشغل، ما بين "المنظمات التابعة للأمم المتحدة" وما بين "البعثات الدبلوماسية" أو "الجامعات والبحث العلمي"، وبين من يعمل في المهن البسيطة كـ "سائقي سيارات الأجرة"، و"مصانع الساعات".
هذا وبدأت هجرة المغاربة إلى أوروبا، في النصف الثاني، من القرن الماضي، وتركزت على ألمانيا وهولندا أولا، ثم انتقلت إلى فرنسا، لتصل إلى إسبانيا وإيطاليا، في تسعينيات القرن المنصرم، ليتحول المغاربة إلى الجالية العربية الأولى، في بلدان كبلجيكا وهولندا وإسبانيا.

0 التعليقات لموضوع "مهاجرون مغاربة في سويسرا هرباً من أزمة إسبانيا"


الابتسامات الابتسامات