رأفت لاجئ سوري وصل السويد قبل أيام فقد طفليه قرب السواحل الايطالية ولا زال يبحث عنهما

يوماً بعد آخر، تتكشف قصص مأساوية، تعكس حجم الأذى والألم النفسي، الذي تعرض له الكثير من اللاجئين الفارين من أهوال الحرب في سوريا، أثناء محاولتهم الوصول الى السُويد، وغيرها من بلدان اللجوء.

ومن هذه القصص، قصة مأساوية نشرتها صحيفة " أفتون بلادت " للاجئ السوري رأفت الذي وصل السويد قبل يوم واحد من عيد الميلاد، في 24 كانون الأول ( ديسمبر ) الحالي، حيث فقد طفليه في إيطاليا، ولا يعلم عنهما شيئاً حتى الآن، منذ حادثة غرق سفينة اللاجئين بالقرب من سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، التي كان على متنها أكثر من 500 شخص، توفي منهم 359.

من المفقودين بالقرب من الجزيرة المذكورة هما طفلي "رأفت حزيمة" من سوريا البالغ من العمر 41 عاماً، وهما أحمد 12 عاماً، وحمد 9 سنوات، لا يعلم والدهم عنهم شيئاً.

ولدى رأفت ثلاثة أولاد، الأكبر أنس 16 عاماً، نجى هو وأمه ليصلا إلى مدينة مالمو جنوبي السويد.

وقال رأفت للصحيفة والدموع تنهمر من عينيه: "حاولنا أولاً بقارب صغير في الليل من مصر، لنلتقي بخفر السواحل الذي بادر بإطلاق النار علينا، فتركنا أمتعتنا وعدنا سباحة إلى الشاطئ، وسمعنا بعدها أن المهرّب يتعاون مع الجيش، ويتقاسمون الأموال سوية".

أجرى الأب محاولة أخرى بعد بيعه كل مايملك، في قارب مطاطي بطول 15 متراً يحمل 350 شخصاً. انطلق مساء العاشر من تشرين الأول (أكتوبر)، ليتم إطلاق النار عليهم من خفر السواحل أيضاً، وأصيب شخصين، وبقي قاربهم ملاحقاً حتى وصلوا إلى المياه الدولية، لتواجههم مشكلة من نوع آخر، وهي الامواج العاتية، التي تسببت بإنقلاب القارب بالقرب من مالطا، ومايقارب 100 كيلومتر من لامبيدوسا في المياه الشديدة البرودة.

وأردف رأفت: "لم أستطع رؤية زوجتي وأبنائي، قمت بالسباحة حتى عثرت على ابني الأكبر أنس، وطلبت منه الإنتظار، ووجدت زوجتي فاقدة للوعي، ثم أتت مروحية وبدأت بإلقاء سترات نجاة وقوارب مطاطية، وتمكنا من إنتشالها أنا وابني أنس".

وقام الأب بالبحث عن ولديه لمدة شهرين بعد الحادثة في مالطا وايطاليا، لكن دون جدوى، وأضاف: "لا أعلم ما الذي حدث مع ولدَي، لكني أعلم أن أملي على ابني الأكبر هنا. أريد أن أعطيه حياة أفضل، وسأتابع بحثي عن طفلي حمد، وأحمد، أعتقد أنهما على قيد الحياة، يجب أن أعتقد ذلك".

يذكر أنه ومنذ العام 1993 غرق 20 ألف شخص في البحر المتوسط وهم في طريقهم إلى اوروبا، أي بمعدل شخصين يومياً. وعبر هذا العام من البحر المتوسط ما لا يقل عن 50 ألف لاجئ، وصل العديد منهم إلى السويد.

0 التعليقات لموضوع "رأفت لاجئ سوري وصل السويد قبل أيام فقد طفليه قرب السواحل الايطالية ولا زال يبحث عنهما"


الابتسامات الابتسامات